روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات أسرية | لن أسامحك.. يا أبي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات أسرية > لن أسامحك.. يا أبي


  لن أسامحك.. يا أبي
     عدد مرات المشاهدة: 2739        عدد مرات الإرسال: 0

لا اعلم حقيقة كيف ابدا. . انها قصتي انها تلك الحوادث والمواقف اللتي صنعتني بقدر الألم وبقدر المعاناة التي قاسيتها.

ولكن احيانا اقول في نفسي كيف لك ان تعرف طعم الراحة والسرور ان لم تعرف يوما معنى الالم والمعاناة. .

في طفولتي عانيت وقاسيت كثيرا من ابي لست انا وحدي و لكن اخوتي وامي قاسوا ما قاسيته وربما اكثر أبي كان قاسيا جافا فظا وانانيا بشكل فظيع تجاهنا فقط معنا نحن عائلته

اما مع الاخرين فله وجه آخر ذاك الانسان المنفتح الودود المرح الحليم المحبوب من الجميع ابي في طفولتي كان غالب الوقت خارج المنزل لم يكن يهتم بمجالستنا او قضاء اي وقت معنا. .

وحينما يكون بالمنزل كان يعنفنا يضربنا لاتفه الاسباب, احيانا لأن احدنا ايقظه من نومه احيانا حينما نتشاجر وأحيانا حينما تعلوا اصواتنا و نحن نلعب نلهوا وهل هنالك اطفال لا يتشاجرون لا يعلبون؟ !

هنالك الكثير من صور ذاك العنف لا تزال قابعة في مخليتي صور لا استطيع ان انساها كتلك المرة حينما علا صوت اخي الأكبر مني و هو يلهو بالمنزل فما كان من أبي الا ان جره من ثيابه و انهال عليه بالضرب كالمجنون لم يكن يهمه اين يضرب الاهم ان يؤذيه فحسب

واتذكر أمي هي تبكي وتصرخ وتجر اخي من بين يديه وترجوه ان يتوقف و خي لم يتجاوز العاشرة حينها وقد كنت اصغره بسنتين او قل قليلا و لك ان تتخيل اي اثر يتركه ذاك الموقف على نفسية الطفل

وهنالك موقف آخر لم استطع ان انساه كذلك و كم ادركت من خلاله اي قساوة و اي قلب يمتلك ابي كنا قد خرجنا بنزهة مع أبينا في احدى المرات وغالبا ما تنتهي تلك النزهات بنهاية مؤلمة حينما كنا بالسيارة في طريق العودة للمنزل

ومن عادة الاطفال حينما تغمرهم الفرحة والسعادة ان تعلوا ضحكاتهم واصواتهم قليلا وأن يتحركوا ويقفزوا بالمكان هل هنالك أب يطرد ابنه الذي لم يتجاوز العاشرة من السيارة و يجعله يكمل الطريق سيرا على الاقدام ولوحده في وقت متأخر من الليل؟ !

دون اية مبالة بالمخاطر التي قد تحصل له و لا ندم ولا تأنيب ضمير؟ ؟ لقد اثر تعامل ابي معي و مع اخوتي على علاقتنا كأخوة و تتدهو العلاقة التي تربطنا ببعض فأبي كان يعنف احدنا لأجل الآخر مما ادى الى كرهي حرفيا لاخوتي

والعكس وتحميلهم ذاك الألم والعنف الذي كان يأتيني من قبل ابي و كم كنت جاهلا حينها لأن الشخص اللذي كان علي ان اكرهه هو أبي و ليس اخوتي فهم أبرياء لا ذنب لهم عموما لا اريد ان اطيل اكثر وهنالك الكثير من المواقف التي لا يسعني ذكرها

القصة لم تنتهي هنا و لكن احببت ان اريكم صورة من مراحل طفولتي والتي اثرت على مستقبلي كما سترون لاحقا في فترة مراهقتنا تغير تعامل ابي قليلا معنا حيث اصبح يتجنب استخدام العنف وكان يحاول التقرب منا اكثر وازالة ذاك الحاجز الكبير الذي كان يفصل بيننا ولكنه كان عجولا وملولا

وكان يتوقع تجاوبنا السريع معه ولكن رغم رغبتنا انذاك بالتقرب اليه ولكن كان هنالك ذاك الحاجز العريض الذي بناه في طفولتنا كان هو العائق
وببساطةابي اصابه الياس والملل فتوقف عن المحاولة

وفي فترة مراهقة اخي حينما كان في سنته الأولى بالجامعة كان اخي انسانا مرحا واجتماعيا ومحبوبا من الجميع فكان يقضي غالب وقته خارج المنزل مع اصدقاءه وان كنت ارى من وجهة نظري ان سبب بقاءه خارج المنزل ليس رغبة بالمرح بقدر ماهو رغبة بالابتعاد عن أبي

وابي لم يسره الامر فكانت دائما تحصل مشادات كلامية بينهما بسبب ذلك و حصل لأخي موقف لاحقا لا اريد ذكره ادى للتدهور حالته النفسية وبدأ يتدهور اكثر واكثر مع مايلاقيه من أبي من عدم تفهم و فظاظةفي التعامل و لاحقا بدأت تظهر ميول انتحارية وقد حاول مرة ذلك لولا تدارك امي للامر

ولكن أبي تدخل ويا ليته لم يتدخل اخي كان يردد ان يريد الانتحار و لم يعد يطيق العيش فما كان من أبي الا ان رد عليه أنتحر فمصيرك جهنم! قالها بكل برود! عموما الموقف مر بسلام و مع الحاح امي ادخل اخي عيادة نفسية

وبدأت حالته بتحسن الى ان حدث ما حدث بدأ اخي يكثر من خروجه و بقاءه خارج المنزل لوقت متأخر واحيانا لأيام و في اكثر من مرة تم ايقافه من قبل بعض الجهات المختصة وايداعه التوقيف ولم يكن دخوله التوقيف بسبب أمور وقضايا كبيرة ومخجلة كلا لأمور بسيطة تافهة فلم يكن يمضي بالتوقيف اكثر من يوم او يومين بالكثير ويخرج

عموما اثار هذا الامر طيش أبي ووصل الأمر بأحد الايام ان يعتدي عليه بالضرب حتى ان انه تسبب باضرار جسدية وخيمة واخي لم يدافع عن نفسه حينها و قد قمت انا و اخوتي بايقافه و تهدئته و بعدها خرج أخي من المنزل منهارا و عاد لاحقا بعد اصرار من أمي واعتذر لابي!

رغم انه لم يخطأ بعد الحادثة بأسابيع خرج أخي من المنزل بعد توديعه لأمي ودعها كانه اخر لقاء امي كان على وجهها علامات التعجب و الحت عليه ان لا يخرج و لا سيما ان الوقت متاخر خرج اخي رغم ذلك و كان بيده ورقه خرج مع السائق لأحدى الشوارع وقد قال للسائق ان لم اعد خلال ساعة على الاكثر فعد للمنزل وعاد السائق واخي لم يعد بتلك الليلة

وتلقينا خبر وفاته لاحقا واٍسال الله ان يغفر له وان يسكنه جنات النعيم وان ينتقم ممن تسبب له بما حصل! ! مرت سنة كانت اصعب سنوات عمري و خلالها توترت العلاقة بين ابي وامي فرغم ما حصل ابي لم يتغير ما زال نفس ذاك الشخص الاناني الفظ القاسي

أمي كانت تؤي لفراشها و الدموع تملأ عينيها لان ابي قد جرحها بكلمة او بفعل او غيره كان ابي هو السبب دوما وحتى لا تعتقد ان امي تستفزه او ماشابه كلا فامي نعم ملاك ولا يمكن بيوم ان تخطأ بحق شخص او تحاول استفزازه باي شكل من الاشكال

ولم تحمل ابي يوما ماحصل لاخي بشكل مباشر او غير مباشر عموما امي خرجت او هربت من المنزل بالاصح الى منزل امها فما كان من ابي الا تطليقها! وهل تصدق ان ابي رغم كل ما حصل لا يزال يرى نفسه الضحية يردد بانه تحمل وصبر كثيرا على امي ولكنها هي من اجبرته على ذلك

عموما علاقتي بابي حاليا متوترة ولم اعد اكلمه البتة او حتى القي او ارد السلام وحينما اراه بمكان اخرج منه لانني لا استطيع مسامحته على ما فعل باخي وامي واخوتي و بي فارجو ان تتفهم موقفي. . . . فما هو رايكم بما حصل؟ وهل هنالك حلول ممكنة؟

بسم الله الرحمن الرحيم.

الابن الكريم: 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بر الوالدين من الأمور المهمة والضرورية حتى وان كان قد جانبهما الصواب في كثر من الأمور لذلك جاء في القرآن الحث والمطالبة ببرهما وأما ما فعله والدك فهذا عقوق منه لكم ولكن لا تعامله بذات المعاملة عامله بما تحب أن يعاملك به (ابدأ بالتي هي أحسن فقد تنقلب العداوة إلى صداقة حميمة أو اهجرهم هجرها جميلا.

أما أن تعامله بالحسنى أو تهجره أي تبعد عنه ولكن لا تقطع صلتك به إن لم يتق الله فيك فاتق الله أنت فيه حتى تكون خيرا ويكون لك الأجر والثواب الكبير.

لذلك أنصحك بالتروي والصبر واتركه لرب لا يغفل ولا ينام وكن أنت الكريم أو اهجرها هجرا جميلا.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الكاتب: د. السيد مصطفى أحمد أبو الخير

المصدر: موقع المستشار